العلماء المسلمين الأوائل

لماذا ندرس نشأة وتطور علم الكيمياء على أيدى علماء المسلمين الأوائل

هناك بعض التساؤلات عن الأسباب التى تدعونا لدراسة دور العلماء المسلمين الأوائل فى مجال العلوم عامة والكيمياء بصفة خاصة.

يقول الدفاع<1>: "والسؤال الساذج الذى يثيره كثير من السطحيين فى العالم العربى والاسلامى هو: أليست الكيمياء مجموعة من النظريات والأفكار العلمية, التى تثبت بالبرهان, فيكون أحدثها أصدقها وأقربها الى الصواب؟ واحتجوا بأن النظرية أو الفكرة القديمة المخالفة للحاضر خطأ, أما اذا كانت متفقة مع النظريات الحديثة فما أغنانا عنها. وللرد على هؤلاء السذج نقول: ان أية أمة تريد أن تخرج من الحاضر الى المستقبل يجب عليها دراسة العلاقات بين الماضى والحاضر. وهناك اجماع بين العلماء المتفوقين فى العالم على أن الطريقة التاريخية هي أحسن الطرق لتثبيت المعلومات الحديثة فى أذهان الدارسين. وأن المعلومات الحديثة بدون دراسة تاريخها وعلاقتها بالماضى ستكون قلقة الجذور ومضطربة".

ويقول طوقان<2>: "قد يقول قائل: ان المعارف القديمة لاتهمنا, وليس فيها ما يلائم العصر فى شتى ميادين المعرفة, فالقدماء العرب ومن قبلهم اليونان لم يقدموا صورة عن الكون, ولم تكن آرائهم فى بعض نواحى المعرفة ناضجة. وفى كل يوم نشاهد تحولا وانقلابا فى الفكر والعلم. اذن ماهي ميزات تراث الأقدمين حتى نوجه اليه العناية والاهتمام؟"
ويجيب طوقان نفسه على هذا التساؤل فيقول:"وفى هذا مغالطة ليس بعدها مغالطة, فالتراث الذى خلفه الأقدمون, والانقلابات التى تتابعت هي التى أوصلت الانسان الى ما وصل اليه. وجهود فرد أو جماعة فى ميادين المعرفة تمهد السبيل لظهور جهود جديدة من أفراد أو جماعات أخرى. ولولا ذلك لما تقدم الانسان ولما ظهرت المدنيات. ذلك لأن الفكر البشرى يجب أن ينظر اليه ككائن ينمو ويتطور. فأجزاء منه تقوم بأدوار معينة فى أوقات خاصة تمهد لأدوار أخرى معينة."

ويقول حكمت عبدالرحمن <3>: "الحياة المعاصرة حصيلة تضافر جهود حضارية متعددة على مدى عصور متلاحقة طويلة. ومن جملة هذه الجهود الدور الذى لعبه العرب فى خدمة الحضارة الانسانية. فقد كانت لهم يد طولى فى اذكاء الحركة العلمية واستشراف آفاق من المعرفة جديدة ومختلفة. يصحبهم فى ذلك نظر علمي وأساليب بحث تجريبى, فضلا عن المواقف النظرية فى حقول المعرفة عامة. وقد ساعد دورهم هذا فى دفع عجلة التطور العلمى مساعدة كبيرة وجادة. ولكن العرب أغفلوا تقدير دورهم الخاص فى هذا المجال. فلم يعنوا بالعناية الكافية به باعتباره وجها من وجوههم الجديرة بالبقاء, الحريةبالحفظ. ففرطوا بكثير من ذلك ولم يعطوا البحث العلمى ما أعطوه للعلوم الانسانيةكالتاريخ والأدب واللغة والفلسفة, كما هو معهود ومعروف."